رواية جديدة عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر

رواية جديدة عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

رهف بتحبها أوي  بينما صاحت الأخيرة وهي ترفع كف والدتها  شوفتي يا تيتة بابا جاب لماما ايه وجاب لكل واحدة فينا حلق دهب كمان شوفتيهم  واستعرضت الصغيرة أذنيها للجدة ببراءة لا تشوبها خبث فتبادل أبويهما النظرات ثم غمغم يونس وهو يربت علي كتف والدته كي لا يخذلها تسلم ايدك يا ماما زي ما بنتي قالت أتعشينا بره بكره الصبح هنزل أنا والبنات عشان ندوق الرز بلبن بتاعك  رغم كل ما حدث يرفق بها ويبرها وېخاف ڠضبها ويراعي مشاعرها كل مرة يعاملها بهذا الفيض من الحنان والرفق تتقزم في مرآة ذاتها أكثر وأكثر وتشعر بالندم ليته كان فظا غليظ القلب ما كانت أحست بهذا التحقير داخلها أطرقت رأسها تهتف باستسلام من فقد حقوق الطاعة زي مابتحبو يا ابني  ممكن أدوقه سماع هتافها جعل عيناه تجحظ وهو يرمق زوجته بدهشة بعد ما قالته بينما تطالعها والدته بذهول مماثل غير متوقعة أن تسمع صوتها فضلا عن أن تقبل تناول شيء من يدها  خلاص وأنا كمان هاكل مع مامتي  قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخرى نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طب يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل  دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا بطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي  عيب يا رهف سيبي اختك براحتها  ڼهرتها رضوي ويونس يعتصر كفها بين راحته يريد غمرها بقبلاته لموقفها المشرف لأنها لم تكسر خاطر والدته ورفقت بها منحته نظرة متفهمة تلقفها بحب وشكر كأنه يعدها أن يكافئها بالكثير فابتسمت له لتأتي الأخرى حاملة أطباق حلواها بحماس غير مصدقة أنهم الآن بين جدران منزلها  بيد مرتعشة أمسكت طبق الحلوى وعجزت أن تقدمه لزوجة ابنها ليباغتها يونس باحتواء كفها بعد نزع الطبق منه ثم لثمها بتقدير هاتفا تسلم ايدك يا ماما أكيد حلو من قبل ما ندوقه  لم تستطع الصمود تلك المرة جرفها تيار مشاعرها المذنبة لعاصفة بكاء بدأت بسحابة دموعها تكثفت بين مقلتاها وأنهمرت سريعا ليضمها إليه يونس رابتا عليها لتهدأ  مالك ياتيتة طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن  وانا كمان بس ماتزعليش الأولي من حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة بين ذراعي يونس فيحتويها أكثر ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك  حفصة لا أنا عايزة افضل مع تيتة يا بابا  رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك  أزعنت لأمره وهي تحدج جدتها بشفقة حاضر  لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار فأجلسها فوق أريكة قريبا وجثى على ركبتيه محتويا وجهها بين راحتيه كفاية يا أمي دموعك غالية عندي  ظلت كتل جسدها تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي خلاص اللي حصل حصل أنا مش زعلان منك ثم نظر لزوجته مرسلا بنظراته رجاء خفي وقال ورضوي كمان مش زعلانة منك  رمقته الأخيرة بغموض طال معه صمتها قبل أن تقول لأ زعلانة  سقط قلبه بين ضلوعه وشحبت ملامحه لتصيح بعدها بمرح وهي تمسك إحدي كفيها جاثية أرضا جوار زوجها أديني مروحتي وسجادتي وصواني التيفال الأول يا حماتي  رمقتها الأخيرة بدهشة غير مصدقة أنها عادت تمزح معها ليقول يونس ملتقطا طرف مزاحها طب وبالنسبة للأسورة الدهب اللي دفعت فيها ډم قلبي مش عجباكي يا ست هانم ماهي دي بدال صوانيكي ومروحتك  نقلت بصرها بينهما وجبل ذنبها يزداد ارتفاعا وثقلا لتقول بصوت مبحوح من البكاء سامحوني يا ولاد حقكم عليا أنا ظلمتك انت ومراتك يا يونس جيت عليك وكنت أنانية أكلت شقاك لاخوك زي ما قلت ومش عيب وانا في عمري ده لما اقول انكم علمتوني درس مش هنساه لو حد تاني غيركم ما كانش بص في وشي تاني لكن انتم فيكم الخير سامحوني يا ولاد سامحوني  ثم عانقت كليهما بقوة رابتة علي ظهورهما ثم ابتعدت وغابت عنهم لحظات وعادت تحمل بيدها مغلف ورقي وقالت خد يا بني فلوسك اهي رجعتلك وكمان ماتبعتش ليا شهرية تاني أنا خلاص يا يونس مش عايزة منك حاجة غير انك ترجع تبرني وتحبني وتسأل عليا خلي فلوسك لمراتك وبناتك وانا معاش ابوك هيكفيني ويكفي علاجي ماتشلش هم وأخوك وائل من هنا ورايح هخليه يعتمد علي نفسه محدش فينا هيطمع فيك تاني أوعدك  تمزق نياط قلبه لكسرتها  لا عاش ولا كان لو جعلها تظن انه لن يتكفل بها ثانيا أمسك كفيها
تم نسخ الرابط