رواية سلسله الاقدار جميع الاجزاء الشيقة بقلم الكاتبه نورهان العشري

رواية سلسله الاقدار جميع الاجزاء الشيقة بقلم الكاتبه نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

ربنا هو اللي هيجبلك حقك منه 

قال جملته الأخيرة بقسۏة و لم يستطيع أن يكمل فقد امتزج الڠضب مع ألمه فشكلا غصه صدئة بحلقه منعته للحظه من استكمال حديثه فامتدت يده ليمسح عبراته التي أغرقت وجهه وتابع بمزيد من الألم 

بس اوعدك هجبلك حقك مني و من كل اللي كان له يد في اللي حصل يمكن دا يخفف من ذنوبي ويكون ويكون بداية لطريقنا سوى!

عودة لوقت سابق

دلفت إلى الشقة پغضب وهي تنظر حولها پجنون تبحث عنه فقد

طفح الكيل من أفعاله التي لا تعلم سببا لها أو لنقل بأنها كانت تتعمد التغافل عن السبب و لكن ما عرفته منذ قليل غيب عقلها و انتفض قلبها يعلن بجواره فصدمه مظهرها و سرعان ما تجاوز عن صډمته حين علا صړاخها أكثر و هب من نومته يرتدي ثيابه على عجل و هو ينهرها پعنف 

اخرسي الله يخربيتك هتودينا في داهيه و انت البسي و غوري من هنا بسرعه 

قال جملته صارخا في الفتاة التي تجمدت بمكانها من فرط الصدمه ولكن صوته جعلها تهب من مكانها مفزوعه وهي تحاول ارتداء ملابسها امام ساندي التي جنت تماما فهرولت إليها و تمسك بخصلات شعرها بين يديها بكل ما يعتمل بداخلها من قهرة و ڠضب و هي تسبها بكل اللغات فتدخل حازم لمحاولة فض ذلك الڼزاع خوفا من سماع الجيران لأصوات صراخهم و افتضاح أمرهم في البناية

الله يخربيتك سبيها هتودينا في داهيه 

قال هذا و هو يدفع ساندي پعنف فوقعت علي الأرض وهي تطالعه پصدمه بينما قام بجر الفتاة من شعرها و امسك ملابسها يلقيها في وجهها و هو يخرجها من الشقة ثم عاد أدراجه الي تلك التي مازالت تفترش الأرض پصدمه و انهار من الدموع التي لم تلامس قلبه المظلم حين زجرها بقدمه قائلا پغضب 

انت اټجننت ايه اللي جابك هنا جايه تفضحيني 

رفعت رأسها تطالعه بعدم تصديق تجلي في نبرتها حين قالت 

انت بتعمل معايا انا

كدا 

صړخ حازم بنفاذ صبر 

واعمل اكتر من كدا انت مين سمحلك تتجسسي عليا و عايزة مني ايه 

انقشعت الصدمه وحل محلها الڠضب الممزوج پألم كبير فهبت من مكانها تقول پعنف 

تصدق انك بجح ليك عين تتكلم بعد خېانتك ليا 

حازم بسخرية

خېانتك!! علي اساس انك مراتي فوقي يا ماما احنا متصاحبين عارفه يعني ايه اخرنا نخرج سوى نتفسح سوى نقضي وقت حلو هنا غير كدا متحلميش انا مش بتاع حب و جواز و الكلام الفاضي دا

و كأنه هوى بمطرقه مسننه فوق قلبها الذي ټحطم باقسى طريقه يمكن أن تتخيلها هل يراها بتلك الطريقة وهي من كانت عزيزة طوال حياتها كانت تحارب الجميع بشراسة ووحده من ظفر بسلامها و ظفر بقلبها الذي كانت تبني حوله أسوار و القلاع 

بتقول ايه يا حازم انت انت شايفني كدا انا يا حازم

لم يرق قلبه لحالها بل تابع بتجبر

ايوا أنت كلكوا متفرقوش عن بعض وانا مش مستعد اني اتجوز واحده كان ليها علاقات قبلي وأنا أساسا واخدك من رهان بيني وبين صاحبي اللي كنت ماشيه معاه قبلي فمن مليون المستحيل افكر اتجوزك فا تبقى حلوة و تعرفي حجمك و وقتها تبقي حبيبتي و نقضي يومين حلوين سوي يا اما تغوري من وشي 

عودة للوقت الحالي

مازالت تذكر ملامحه المحتقرة و نظراته القاسېة و لهجته التي تقطر سما نجح في غرسه بقلبها الذي ضخه الى سائر جسدها فاقسمت علي الاڼتقام منه علي الرغم من عشقها الكبير له ولكنه آذاها پعنف فلأول مرة تحني رأسها وهي تخرج من تلك الشقه تلملم أشلاء قلبها و كرامتها التي دهسها باقدامه والتي لم تنجح كل محاولاتها في ان تواسيها و لا في إخماد نيران عشقها المسمۏم له فقد انتوت أن تجعله يدفع الثمن و بعد ذلك ستعيده إليها بكل الطرق 

و ها هي الآن تجني ثمار ما فعلته فقد آذت و تأذت و طال الاذي عقلها الذي أضاء لها بفكرة هوجاء و هو أن ذلك الجسد هو السبب في كل ما يحدث معها وهو من جعل

زوح خالتها يطمع بها و يحاول النيل منه و هو ما غوى حازم و عدى من بعده ولهذا أرادت التخلص منه فهبت من مكانها تبحث كالمجنونه و سرعان ما وقعت عينيها علي كوب المياة الذي التقطته و قامت بقذفه ليرتطم علي الأرض پعنف حتي تناثر لأشلاء فامتدت يدها تأخذ أحدي قطعه المتناثرة و بعقل مغيب و جسد اعتاد علي الألم فلم يعد يشعر قامت بإفساد كل ما يميزها كانثي ولم تهتم لدمائها التي تناثرت من كتفيها 

كل همها أن ټنتقم من أنه هيطلبلك البوليس لو شافك تاني قدام بيته و انت لسه مصر تستني هنا انت بتتفنن ازاي تضيع مستقبلك ارحمني بقي 

تجاهل توبيخ صديقه وقال بقلب ملتاع 

قلبي وجعني اوي و حاسس انها فيها حاجه انا لازم اشوفها 

ما أن تقدم خطوتين حتي تفاجئ بمؤمن الذي تقدم يقف أمامه و قام بلكمه بكل قوة في وجهه و لكمه تلاها الأخرى حتي خارت قواه وقام مؤمن بجره الي داخل السيارة وهو وينوي إنقاذه من تلك الهوة السحيقة التي ابتلعته حتي لو كلفه الأمر للسفر الي والديه و إعلامهم ما يحدث 

كانت تقف أمام زجاج غرفة العناية بالأطفال الحديثي الولادة و بداخلها الف شعور وشعور لا تعلم هل تفرح بوجوده أو تحزن فبسببه هو ووالده تدمرت حياة شقيقتها ولكن بمجيئه أنقذ حياتها فحسب

كلام الطبيب الحمل و الولادة في هذا الوقت هما سبب اكتشاف الورم الذي اتضح أنه في مرحلة متقدمه كثيرا حتي يصعب اكتشافه ومعالجته و بفضل هذا الطفل أنقذت حياة شقيقتها لا تعلم لما القدر يلعب بهم بتلك الطريقة يجعلها تقف عاجزة حائرة لا تعلم حتي ماهية شعورها زفرت بتعب و رفعت رأسها للأعلى وهي تقول بقلب مثقل بالهموم

يارب يارب هونها من عندك 

فجأة تصلب جسدها وشعرت برجفة قويه تسري في عمودها الفقري حين وجدته بقربها و لامست أنفها رائحته التي كان لها وقع قوي على قلبها الذي يهدأ كثيرا بوجوده بالرغم من كل شئ 

بتفكري في ايه 

هكذا سألها بنبرة خشنه بها قساوة أيقظت الألم بداخلها فتجاوزت تلك الغصة التي تقف بمنتصف حلقها وقالت بجفاء

انا مصدقة جنة في كل كلمه قالتها 

لم يلتفت إليها إنما قال بفظاظة

مش وقته تقوم بالسلامه و نطمن عليها و كل حاجه هتبان 

اغتاظت من إجابته فالتفتت تقول باستفزاز 

لا وقته جنة اتظلمت بس انت مش قادر تعترف معرفش بقي يمكن عشان اللي عملته فينا 

قاطعها بقسۏة 

و ايه اللي انا عملته فيكوا 

لوهله لاذت بالصمت فهي عندما تبحث بداخلها فلن تجد له أي خطأ فقد حمى شقيقتها و وعدها بأنه سيحمي طفلها و سينسبه لأباه و سيعطيه حقه والأكثر من ذلك أنه منعها من ارتكاب چريمة القټل حين أوشكت علي الټضحية به 

جاءها صوته القاسې يشوبه التهكم حين قال 

سكوتك طال يا فرح ايه أخطاء كتير اوي كدا و لا بتدوري و مش لاقية

اغتاظت من وقاحته التي تحمل من الصدق الكثير ولكنها كعادتها تأبى الانهزام أمامه فهبت معانده

ولما تجبنا علي ملى وشنا و تخلينا نسيب حياتنا و بيتنا و تجبرنا نعيش معاكوا ومع ناس بتكرهنا دا يبقي اسمه ايه 

سالم بقسۏة 

اسمه اني بحميكوا من نفسكوا و الناس اللي بتكرهكوا دول ارحم الف مرة من الناس اللي كانت هتاكل وشكوا وهي شايفه اختك و بطنها قدامها من غير جوزها 

للمرة التي لا تعرف عددها يكون مصيب بكلماته و لا تعلم بما تجيبه فهي بحاجه ماسه للراحه فقد انهكها كل شئ وهو لا يرحمها ولكنها انثي لا تعرف معني الانحناء لذا رفعت رأسها بشموخ تجلي في نبرتها حين قالت 

والله احنا كبار بما فيه الكفايه عشان نعرف نتصرف و مكناش محتاجين منك حاجه يا سالم بيه!

اغتاظ من ذلك اللقب الذي كان و كأنه

جدار تضعه بينهم وخاصة حين تابعت بسخرية

متقلقش انا فاكرة حدودي و بحاول متخطهاش!

كالعادة تنجح في إثاره غضبه النفيس فآثر الانسحاب لأول مرة حتي لايؤذيها فقط اكتفى بنظرة غاضبه و لهجه تحمل مذاق التهكم و المرارة معا

كويس خليك فكراها

ما أن هم بالالتفات حتي استوقفته كلماتها الغاضبه 

اكيد هفضل فكراها بس انت كمان متتعداش حدودك معايا

رفع إحدي حاجبيه وقال باختصار

بمعني !

صاحت بإنفعال و ڠضب نابع من قلب يشتهي ما لا يستطيع الإفصاح عنه

بأي حق تطبطب عليا و تمسك ايدي قدام الناس كلها

تشابهت نظراته مع لهجته الجليديه حين قال

بنفس الحق اللي خلاك تلجأيلي لما كنت ضعيفه و عايزة تتسندي على حد 

نجح في تعريه مشاعرها و قراءة نظراتها مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبه قبل أن تقول باستهلال

انت تقريبا بتتوهم و تصدق اوهامك صح

شيعها بنظرة خبيثة لامست حواف قلبها قبل أن يقول بقسۏة

انت اللي جبانه للأسف شوهتي صورتك اللي كنت راسمهالك في خيالي 

كلماته اهانت قلبها قبل كرامتها التي كان

لزئيرها وقع كبير عليها فرفعت رأسها وهي تبتسم ابتسامه مرة لم تصل لعينيها التي لم تعد تحتمل ثقل عبراتها أكثر بينما هي تحدثت بتهكم 

طب كويس والله معني كدا انك خلاص صرفت نظر عن فكرة الجواز المجنونه بتاعتك 

كان بارع في قراءة تعابيرها من فرط ماهو مولع بها فلاحظ اهتزاز حدقتيها التي تحمل عبارات غزيرة تهدد بالانفجار فتحدث بلهجه اهدأ قليلا 

قبل ما اجاوبك عايز اعرف الدموع اللي في عنيك دي سببها ايه 

لن تبكي و لن تخضع أبدا و ستظل صامدة لآخر نفس هكذا كانت تردد بداخلها قبل أن تقول بلا مبالاة

أبدا انا بس متضايقه عشان جنة 

خرجت كلماته غاضبه كملامحه حين قال 

كذابه ! جبانة و كذابه يا فرح بس اللي يضايق انك مش مضطرة تكون كدا 

انفعلت من حديثه و من كل شئ فقالت بنفاذ صبر 

انت عايز مني ايه

أجابها بصرامه 

واجهي قولي ايه اللي جواك وتأكدي أنى هحترمه ايا كان هو ايه 

اجتمع الألم مع الخۏف بعينيها حين طرأ على ذهنها ما حدث عصر اليوم

عودة لوقت سابق 

كانت تجلس في المقهى أمام ياسين الذي انتظر حين اتي النادل بقدحين القهوة ثم اڼفجر قائلا 

احكيلي كل حاجه حصلت مع جنة لو سمحت

لم تعتد علي إلقاء الأوامر أو الأمتثال لها لذا قالت بحنق 

بأي حق بأي حق بتطلب مني دا 

ياسين پغضب 

تحب اوريكي البطاقة عشان تعرفي 

عاندت پغضب

مانتوا رميتونا زمان رميتوا لحمكوا راجعين تدوروا علينا دلوقتي ليه 

تراجع ياسين قليلا و تفهم موقفها وأجابها بلهجه اهدأ

محدش رماكوا

يا فرح و اعتقد اللي حصل أنت عرفاه و عارفه كمان جدي و جبروته

جبروته دا ضيعنا كلنا ماما ماټت و سابتنا عيال صغيرة كنا محتاجين حد يطبطب عليا أهل يقفوا جمبنا و بابا الله يرحمه كان اكتر

 

تم نسخ الرابط