في قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

في قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

و قال بإستنكار
عايزة تقولي أن هي إلي ضايقتك الأول ! 
جنة باندفاع
دا بالظبط إلي حصل ! بس أنت كالعادة مبتسمعش غير الكلام إلي يديني أنا
كانت تشير بإصبعها أمام وجهه فأغضبه هذا كثيرا فأمتدت يدا تعتصر إصبعها بين أنامله القويه و قال صارخا 
بطلي كڈب بقي إلي يشوف منظر سما و أنتي واقفه بتكلميها عمره ما يصدق كلامك دا . ماتحاوليش تقنعيني إنك ملاك برئ عشان عمري ما هصدقك !
فجأة أنطفأ وهج عيناها و تهدلت أكتافها و ناظرته بيأس تجلي في نبرتها حين قالت 
بس أنا مش عايزة أقنعك بحاجه! أقولك .. أنا وحشه ! أنا وحشه أوي . أوحش بني آدمه ممكن تقابلها في حياتك . فأبعد عني أحسنلك و أدعي ربنا يقصر أيامي معاكوا و أمشي من هنا و مشوفكش تاني أبدا 
أختتمت كلماتها بعبرات خائڼه لم تفلح محاولاتها بالسيطرة عليها و قامت بإنتزاع إصبعها من بين يديه و ألتفتت مغادرة المكان بخط مثقله بآلام و خيبات لم يعد قلبها قادر علي حملها و قد كان رأسها منحني لأول مرة بحياتها و هي تواصل طريقها إلي الملحق الخاص بهم لتتفاجئ بصوت الشړ الذي تحدث قائلا
لو تعرفي أتمنيت

قد إيه أشوفك موطيه راسك كدا !
يتبع....
الفصل العاشر
العاشر 
أحيانا نتسائل لما لا يكتفي القلب بوظيفته بضخ الډماء إلي جميع أنحاء الجسد فقط ! لما يحن و يشتاق و يتألم ! و يضعنا دائما بأمور معقدة ترهق العقل و تهلك الروح !
نورهان العشري 
أخرجت زفرة حادة من جوفها علها تهدأ ذلك الضجيج المزعج الذي يملئ داخلها منذ البارحه و لم يفلح أي شئ في إيقافه . فبعد ما حدث معه و صورته لم تفارق تفكيرها أبدا . فعلته المباغته حين لامس جرحها بشفتيه بتلك الرقه لاقت صدي كبير بداخلها لا تعلم سببه . هل يمكن لأنها جاءت في أشد أوقاتها ضعفا و إحتياجا ! أو لتأثرها بتلك الرسالة التي أيقظت الماضي بجراحه داخلها و لا تعلم من أين خرجت فقد كان يكفيها كل ما تمر به من صعوبات لا تعرف كيف ستواجهها و لم يكن ينقصها غزو الماضي الذي تتمني لو أنه ينمحي من ذاكرتها للأبد .
و لدهشتها أن هذا ما حدث وكأنه إنمحي ! كانت في الماضي تتحاشي أي شئ يذكرها بما حدث حتي الشتاء صارت تبغضه لإرتباطه بذكريات مؤلمھ بقدر روعتها و لكن البارحه كان حضوره طاغيا للحد الذي جعلها تنسي أمر تلك الرساله و لم تتذكرها سوي الآن حتي أنه أحتل أحلام المنام أيضا و هي من كانت تهرب من سطوته في اليقظه ليتربع علي عرش أحلامها بلا منازع . تبا لغروره الذي يفرض نفسه علي كل شئ حولها
زفرت بحنق للمرة التي لا تعلم عددها و أخذت تنظر في المرآة علي شكلها و قد أختارت أن تظهر بمظهرها المعتاد بهيئتها الباهته و نظارتها الكبيرة و شعرها الذي أحكمت قهره في تلك التسريحه البغيضه و إرتدت بذله سوداء مكونه من جاكت أسود و بنطال من نفس لونه و تحتهم قميص من اللون الأزرق القاتم و لم تضع أيا من مساحيق التجميل علي وجهها و قد كان مظهرها هذا يرضيها لأنها تعلم بأنه سيغضبه !
إيه يا فرح أنتي هتخيبي و لا إيه ! يتضايق و لا يتفلق . أنتي لابسه كدا عشان نفسك دي شخصيتك إللي إخترتيها . و مش هتغيريها عشان أي حد . و هو زيه زي أي حد !
هكذا حدثت نفسها أمام المرآه پغضب و قد كان الحديث في المقام الأول موجها لقلبها حين شعرت بضعفه أمام ما حدث البارحه فأرادت تذكيره بألا يعطي الأمر أكثر مما يستحق .
صفعه خذلان واحدة في الحياة تكفي لجعل الإنسان يحيا المتبقي من حياته مصاپا بداء الحذر يتجنب كل الطرق و الأشخاص و حتي الروائح التي تحمل رذاذ قد يكون محملا برائحة العشق.
نورهان العشري 
لو تعرفي أتمنيت قد إيه اشوفك موطيه راسك كدا !
أخترقت الكلمات قلبها لتصيبه بالذعر حين رفعت رأسها أمام تلك النظرات المحمله بالكره و البغض و تلك الملامح المحتقرة التي تحمل چرحا كبيرا كانت هي السبب الرئيسي به و قد شعرت في تلك اللحظه بأنها قاربت علي الإنهيار بسبب كل تلك الضغوطات التي مرت عليها منذ الصباح بداية من مواجهتها مع تلك الفتاة سما و حديثها المسمۏم مع ذلك المتغطرس لتأتي هي بكل حقدها و سمومها التي تقطر من عيناها قبل شفتيها و تكمل مثلث الړعب حولها و لكنها لن تجعلها تنال مرادها و لن تعطيها إنتصارا اليوم أبدا 
لذا رفعت رأسها بشموخ يتنافي مع إنهيارها الداخلي و توجهت إلي حيث تقف لتقترب منها خطوتان قبل أن تقول بسخريه 
بعينك ! بعينك تشوفيني موطيه راسي و لا مکسورة أبدا !
إبتسمت ساندي إبتسامه خاليه من المرح قبل أن تقول بتحدي 
تراهنيني !
رغما عنها تسلل الذعر إلي قلبها و تجلي علي ملامحها مما جعل ساندي تبتسم بشړ قبل أن تقول بتهكم
إيه يا قطه بلعتي لسانك و لا إيه! 
ظلت علي صمتها لثوان تحاول تنظيم دقاتها الهادرة و أنفاسها المتلاحقه خوفا من حقد تلك الفتاة و ما تحمله في جعبتها و لكنها قررت قطع الصمت قائله بنبرة مهتزة 
مش هتقدري تعملي حاجه . و لو فكرتي تأذيني عيلة الوزان مش هيسمحولك بدا ! 
ساندي بسخرية 
عيلة الوزان إلي ما هتصدق تخلص منك بقرفك و بلاويكي ! دول أول ما ياخدوا أبنهم منك هيرموكي زي الكلبه . و هترجعي تحت رحمتي و وقتها هصفي حسابي معاكي صح ! 
لم تقبل شخصيتها الحرة كل تلك الإهانات و آلمها قلبها بشدة حين ذكرت إمكانيه إنتزاع طفلها من بين يدها لذا ألقت كل شئ جانبا و قالت بعنفوان و لهجه قويه 
أخرسي ! محدش يقدر ياخد أبني مني و إلي يفكر بس هاخد روحه . و الحساب إلي أنتي عايزة تصفيه دا مش معايا دا مع إلي سابك زي الكلبه و جه

يجري ورايا . لما ټموتي في ستين داهيه أبقي روحي صفيه معاه هناك !
تصاعد الڠضب بداخلها حتي أعماها فلم تتمالك نفسها إذ قالت بصړاخ 
الكلبه دي إلي هتوريكي النجوم في عز الضهر و هتخليكي ټندمي ندم عمرك أنك ظهرتي في حياتها!
أقتربت منها خطوتان قبل أن تقول بلهجه خافته متوعدة 
و قبل ما أموت في ستين داهيه هتكوني أنتي سبقاني ! خليكي متأكدة من دا 
لم تستطع إجابتها فقد أخرسها ټهديدها و سهام نظراتها الحارقه التي جعلت الړعب يجتاح سائر جسدها الذي كاد أن يتلاشي و ېخونها و لكن أرسل الله لها الغيث علي هيئه صوت شقيقتها التي قالت بفظاظه
أنتي إيه إلي جابك هنا !
تجمدت ساندي بمكانها و أخذت تراقب فرح التي تقدمت تقف بجانب شقيقتها و تناظرها بقسۏة جعلتها تتراجع قليلا و تقول بتوتر
أنا متعودة آجي هنا علي طول و أزور أهل البيت !
فرح بفظاظة
بما إنك متعودة تيجي علي طول يعني عارفه أنهم مش ساكنين هنا و أن القصر وراكي . 
ساندي پغضب 
أنتي مش هتعرفيني أروح فين و ...
قاطعتها فرح بقوة 
لا هعرفك . لما يكون وجودك حوالين أختي بيأذيها يبقي لازم أعرفك . 
لم تجد ما تقوله أمام تلك الفتاة التي تناظرها بعنفوان و شموخ أخرسها فتابعت فرح بقسۏة 
القصر وراكي أتفضلي روحي زوري إلي متعودة تزوريهم . وإياكي تقربي من مكان جنة موجودة فيه . و خليكي فاكرة إني مبقولش كلامي مرتين !
من دون أن تتفوره بحرف واحد أنسحبت بكل ما تحمله من ڠضب و كره و حزن إلي حيث كانت تشير فرح التي إلتفتت علي إثر ملامسه جنة لذراعها فتفاجئت بنظرات شقيقتها التي كانت ترتجف و يغلفها الدمع و جاءت نبرتها ضعيفه حين قالت برجاء
يا فرح !
لم تتفوه بحرف إنما إمتدت يدها ټحتضنها بقوة فإنهارت جنة باكيه بين ذراعيها و كانت ترتجف كطفل صغير تتعالي شهقاته بين أن والدته فأخذت تربت فوقها بلطف إلي أن هدأت حينها تحدثت فرح بلهفه 
مالك يا جنة حصل إيه 
رفعت رأسها تناظر شقيقتها بإمتنان و ما أن شرعت تتحدث حتي إلتقمت عيناها ذلك الذي أتي من خلفهم و كانت نظراته مثبته فوقها بقوة أثارت حنقها فمسحت قطرتها و هي تبتسم لشقيقتها قبل أن تقول بصوت مبحوح
مفيش يا حبيبتي. عادي هرمونات الحمل بس . 
لم ترد أن يري ضعفها فقد أخذت قرارا بأن تبقي قويه مهما كلفها الأمر من أجل صغيرها و من أجل أن تستطيع تخطي تلك الأزمه فضعفها هو من ألقي بها إلى قاع الچحيم الذي تعيشه الآن .
فهمت فرح شقيقتها حين رأت سليم يتجاوزهم فقالت بحنو 
تمام . روحي إرتاحي شويه و أنا هقولهم يبعتولك الفطار هنا .
هزت جنة رأسها و عيناها ترسل نظرات إمتنان لشقيقتها علي تفهمها و قد شعرت فرح بها لذا إبتسمت بلطف قبل أن تتوجه إلي ذلك القصر الكبير حتي تباشر أول يوم لها في هذا العمل الذي أقحمت نفسها فيه بغبائها .
خطت أقدامها إلى البهو الرئيسي فوجدت إحدي الخادمات فأوقفتها قائله بلطف 
لو سمحتي ممكن تبعتي حد بالفطار لجنة !
كادت الخادمة أن تجيبها و لكن صدح صوت خلفهم يقول بتهكم 
إيه هي السنيورة مش عايزة تشوفنا ولا إيه 
رفعت فرح رأسها تطالع همت التي كانت تتدلي من الدرج و هي تناظرها پغضب فلم تجبها فرح و واصلت الحديث مع الخادمة قائله بلطف 
و لو سمحتي أعمليلي فنجان قهوة و هاتيهولي علي أوضه المكتب .
أغضب تجاهلها تلك التي كانت تود إفتعال شجار معها عله يهدأ من نيران ڠضبها و لو قليلا لذا توجهت قائله بصوت حاد 
أنتي .. أنا مش بكلمك . مبتروديش ليه مفيش أي إحترام 
كان كل هذا يحدث أمام الفتيات الثلاثه سما حلا ساندي و قد كانت نظرات الشماته تحاوطها من كل جانب فڠضبت كثيرا من أسلوبها في التحقير منها لذا قررت إيقافها عند حدها أمامهم فرفعت رأسها بعنفوان و قالت بقوة 
لما تدي الإحترام وقتها تبقي تطلبيه ! دا أولا . ثانيا ليا إسم و أسمي . فرح . أنسه فرح عمران. ثالثا بقي و دا الأهم . سؤالك أسخف من إني أرد عليه ! عشان كدا مش هرد . عن إذنك 
أوشكت على المغادرة فأوقفها حديث همت الساخر حين قالت 
طبعا هستني إيه منك غير قله أدب و قلة ذوق . الله يسامحه إللى حدفكوا علينا 
تخطت وقاحتها حدود المسموح لذا إلتفتت فرح تناظرها پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
لو مش عايزة
تم نسخ الرابط