رواية رحمة الجديدة
رواية رحمة الجديدة
المحتويات
للرد بينما هي وقفت مبهوتة مكانها وصدى كلماته يتردد بأذنها لتشعر بمرارة حقيقة شخصيتها التي أعتقدتها مثالية لتحس فجأة أنها مشبعة بسواد الخطايا.....!!
بينما في تلك القرية.....
تحديدا في غرفة يونس وليال...
فتحت ليال عيناها اولا على ضوء الشمس الذي اخترق تلك الغرفة لينيرها لتنظر ليونس الذي مازال يغط في نوم عميق..
نظرت لورد التي ابتسمت لها باتساع ما إن رأتها وصاحت بود
ازيك يا ليال
فردت ليال بهدوء
انا كويسة الحمدلله انتي عامله إيه
الحمدلله اخيرا قررتي تنزلي تقعدي معانا بدل ما انتي حابسه نفسك معظم الوقت في اوضتك
معلش يا ورد انا نازله اخد قهوة ليونس
فعقدت ورد ما بين حاجبيها وهي تحايلها
طب طلعيها وانزلي اقعدي معايا شوية انا حتى ماشية كمان شوية وهيبقى صعب اجي بعد كده كتير
اومأت ليال برأسها موافقة
حاضر والله هحاول صدقيني ولو مقدرتش أنزل اعذريني بس انا حاسه اني مش متظبطة انهارده
ربنا يريح قلبك يارب يا حبيبتي
بعد قليل....
صباح الخير يا يونس
وكما توقعت لم يجيب يونس ولم يعرها اهتمام اصلا وكأنها شفافة لتتقدم منه ثم مدت يدها له بالقهوة وهي تقول
دي قهوة عملتهالك عشان تفوق ولو حاسس إنك لسه مش مركز ممكن ماتنزلش تفطر معاهم وأقولهم إنك تعبان
متتدخليش في اي حاجة تخصني فاهمة!
لم ترد ليال وإنما اكتفت بتنهيدة عميقة وهي تراقبه يشرب تلك القهوة وما إن أنهاها نهض لتمسكه هي بتلقائية عله يترنح كما أمس ولكنه نفض يداها عنه پعنف وهو يزمجر فيها بقسۏة أنبأتها أن تلك
الشياطين عادت لمكمنها داخله
قولتلك قبل كده ماتلمسنيش هو انتي مابتفهميش عربي!!
لا بفهم عربي بس اللي أنت مش عايز تفهمه إني مش عبده عندك تقرب مني بمزاجك وتعاملني زي العبيد بمزاجك
هو ده اللي عندي طالما مش عايزه تغوري من حياتي وهتفضلي مراتي يبقى انا حر أقرب منك أبعد اعمل اللي اعمله!
ده ياريتك تبقى شارب دايما عشان تبقى هادي شوية وتبطل همجية
فانتفضت فزعا حينما ضړب يونس على الفراش عدة مرات وهو يردد بصړاخ اشبه بزئير الأسد المجروح
لأول مرة في حياتي اشرب القرف ده بسببك.. كل البلاوي دخلت حياتي بسببك لما انتي ډخلتي حياتي
ملعۏن ابو المكان الاسود اللي جمعني بيكي يا شيخه!
إيدك اټجرحت
يارب انا تعبت يارب ازرع حبي في قلبه يارب!
بعد يوم آخر....
في القصر.....
دلف حارس القصر ليتقدم نحو فاطمة متمتما بصوت جاد حذر
ست فاطمة في ست وراجل برا بيقولوا عايزين حضرتك
وقفت فاطمة تعدل من حجابها لتخفي خصلاتها البيضاء التي تبرز كبر سنها قبل أن تقول في هدوء ووقار
دخلهم يا حسن بس ماتسيبهمش يدخلوا لوحدهم ادخل معاهم انت واي حد تاني من الشباب وخلي نسمه تنادي أيسل وبدر
تحت امرك يا ست فاطمة
أيسل حبيبتي
فعادت أيسل خطوتان للخلف تهز رأسها نافية بحدة كارهه
ماتقربيش مني
وقفت زوبه مكانها بإحباط لتمثيلها المكشوف للجميع فنطق طه بصوت أجش موجها حديثه لفاطمة
فردت فاطمة بحدة
أيسل مش عايزه أهل غير اللي اتربت معاهم مش اللي بيعتبروها غلطة وما صدقوا تاهت منهم ورفضوا يقابلوني حتى لما لقيتها وهي عيله ٤ سنين!!
فأشار طه بيداه بټهديد مبطن
يبقى البوليس هو اللي يحكم بينا يا خطافة العيال!
ثم هتف بخشونة وصلابة
أيسل مراتي ومش هتروح في حتة ومحدش يقدر ياخدها ڠصب عني!
فاندفع طه پغضب يصيح
كداب هي مش متجوزه انتوا بتلعبوا بقا عشان تخلوا البت هنا
فتمتم بدر ببرود ساخرا
يبقى البوليس هو اللي يقرر يا حج!
ولكن دون مقدمات وجدوا أيسل تهتف بما أصابهم پصدمة جمدتهم مكانهم جميعا بما فيهم بدر الذي تجمد مكانه يحدق بها
بعينان محتقنتان
انا هروح معاهم!
و.............................
الفصل السادس
أيسل!
فابتلعت أيسل ريقها وهي تدير رأسها متابعة
ده قراري انا هروح معاهم
إيه اللي انتي بتقوليه ده تروحي معاهم فين انتي مچنونة!!
ايوه مچنونة
هو ده الكلام أنا كنت واثق إنك مش هتمشي أمك وابوكي مكسورين الخاطر يا أيسل
طالعتهم أيسل بنظرات إنصهر بين بركانها الحقد والاشمئزاز... ليتهم لم يكونوا أهلها... ليتهم لم يعودوا ابدا...!
لوت شفتاها بعدها وهي تردد متهكمة بمرارة
أمي وابويا !! بأمارة إيه بأمارة إنكم سبتوني مرمية في الشارع وماهمكوش اني لسه طفلة يادوب ٤ سنين !
ليخرج صوتها متهدجا مهتزا وقد تمزق ثوب الثبات الذي كانت تغطي به صدئ الألم المرير
للحظات نبضت ملامح زوبه بالتأثر وقد أطلقت مشاعر الأمومة نبضة صغيرة تنفي تجردها منها حينما قالت بتردد
انا كنت بدور عليكي يا أيسل بس....آآ...
بس الظروف كانت اقوى مننا !
ضحكت أيسل دون مرح ورددت
الظروف!! الظروف دي الشماعة اللي بنعلق عليها كل حاجة
فتدخل هنا طه يستطرد بتأثر مصطنع لم يكن كاف ليعبث بمكنونات قلب أيسل
احنا دورنا عليكي كتير يا أيسل لحد ما
متابعة القراءة