رواية رحمة الجديدة

رواية رحمة الجديدة

موقع أيام نيوز

 


تلحق ب زوبه وطه....
وبالفعل وجدتهم يسيران خارج القصر فركضت نحوهم بسرعة تنادي
استنوا 
فتوقفا بالفعل يرمقانها بنظرة مستفسرة فلم تهذي هي بمقدمات كثيرة بل قالت مباشرة والمكر ينضح من حروفها
إنتوا عايزين تاخدوا حقكم من أيسل وتردولها اللي عملته فيكم صح 
فأومأ طه مؤكدا على مضض لتسأله هي بنبرة أشد خبثا ومكرا.. ناعمة كجلد ثعبان سام

واللي يجبلكم حقكم ويبرد ناركم منها 
نديله عنينا لو طلب! 
حيث كده اسمعوني كويس اوي 
قالتها بنبرة منخفضة وهي تنظر يمينا ويسارا لتتأكد من عدم وجود اي شخص ثم بدأت تملي عليهم خطتها التي لا تقل دناءة عن دناءة روحها المشبعة بالحقد......
في القصر.....
جلست فاطمة متقهقرة مذهولة من تفكير أيسل لتسألها في ذهول
ليه يا أيسل ليه تعملي كده من امتى وأنتي بتخلي كرهك وعصبيتك تتحكم فيكي! 
فنطقت أيسل بثبات وهدوء ولم تخترق ذرة ندم او تردد حروفها ابدا 
علشان كل اللي عملوه فيا زمان علشان يعرفوا إن المكان ده مجرد خردة ممكن في لحظة تتحرق زي ما اتحرقت وحياتهم هتستمر عادي جدا لكن انا بنتهم.. انا مينفعش حياتهم تستمر عادي من غيري انا اهم من المكان القذر ده اللي فضلوه عليا دايما 
لم تجد فاطمة ما تجابهها به وقد أعطوها كافة الاسباب والاسلحة لتحرقهم بها فيما أيسل تتابع بصوت متهدج من الألم
مش ذنبي إنهم خلفوني بالغلط وندموا يا مامي مش ذنبي !! 
فاطمة مسرعة تؤكد برأسها بحنان فطري
مش ذنبك طبعا يا حبيبتي هما اللي ما يستاهلوش جوهرة زيك في حياتهم عشان كده ربنا عاقبهم بس بنفسهم!
في اليوم التالي.....
لم يخمد قلق بدر ابدا تجاه تفكير مريم الذي هو متأكد أنه يتسرب نحو سبيل لن يعجبه ابدا وربما يكون سبيل قاټل ومهلك لأيسل فيدمره هو الاخر بنفس الحجر ..! 
لذا قرر ألا يبعد عيناه ابدا عن أيسل.. على الأقل لحين إنتهاء مدة إتفاقهم وحينها سيأخذ مريم رغم إرادتها لأقرب طبيب نفسي او يحبسها حتى في منزلها...!!
وقف أمام غرفة أيسل يطرق الباب لتفتح له أيسل فسألها في هدوء وهو يراقب ملابسها المحتشمة الذي أكد عليها ارتدائها
خلصتي لبس 
اومأت أيسل برأسها وقالت مؤكدة على مضض
ايوه خلصت مع اني مش عارفه بطاوعك ليه
قال ايه عشان اختار معاك هدية للسحلية اللي تحت دي
كبت بدر ضحكته بصعوبة ثم قال بنبرة حاول جعلها جادة
منا قولتلك عايزك تختاري معايا حاجة ليا وكمان انتي نفسك كنتي عاوزه تشتري حاجة فهتيجي معايا الشغل اخلص ونطلع نشتري مع بعض وبعدين نروح 
كانت أيسل تتابعه بملامح غير راضية... ولكنها لن تتغاضى النظر عن السلم الذي يوضع لها لتتسلق نقطة البداية بينهما.... لن تتغاضى النظر عن فرصة ستجعل تلك السحلية تتلوى بها من الغيرة كما حصل بها دوما...!!! 
طيب يلا اكسب فيك ثواب
بعد فترة....
في ورشة صغيرة يقوم بها بدر باعمال النجارة

الخاصة به دلفت أيسل فجأة بعد أن ملت الجلوس وحدها بالخارج وافكارها تتقازفها يمينا ويسارا... ولكنها حسمت امرها...! 
أغلقت الباب خلفها وتتقدم منه لتخرجه من اندماجه المعروف في عمله... 
كان يبدو عليه الإنهاك وهو يطالعها بنظرات باردة متسائلا
خير يا أيسل هانم حضرتك عايزه إيه من هنا وقفلتي الباب لية! 
تقدمت منه وهي تقول بثقة أذهلته
عايزه أتكلم معاك في حاجة يا بدر 
بدأ يدعي إنشغاله بما كان يفعل فأمسك بالخشب وهو يجيب دون أن ينظر لها
ما أظنش إن في حاجة تتكلم فيها الهانم مع النجار اللي بيشتغل عندهم واللي اضطرت تتجوزه ڠصب عنها عشان إتفاق! 
بدر أنا معجبة بيك أنا حاسه إني آآ........
وقبل أن تنطق كان هو يضحك بلا مرح مستطردا بسخرية قاسېة
معجبة!! معجبة إيه بس ده انا لو اتجوزت بدري كان زماني مخلف قدك انتي طفلة بالنسبالي انا عمري ضعف عمرك
ثم استدار يعطيها ضهره متظاهرا بلملمة اشياؤوه وهو يتابع بنبرة مشدودة متذكرا غرورها الدائم الذي يمقته فيها عله ينهي أي تبعثر سببته هي داخله
وبعدين من امتى الهانم بترخص مشاعرها كده وبتعرضها على النجار اللي شغال عندهم! 
كانت أيسل صامتة... حتى أنفاسها كانت مكتومة.. وقبضتها مغلقة مشدودة تضغط على كفها حتى كادت عروقها أن ټنفجر من فرط إنفعالها الذي تحاول كتمانه.... 
وما إن أنهى جملته حتى اومأت برأسها دون أن تنطق بحرف ثم استدارت لتغادر... ولكنها توقفت للحظة لتستدير لتواجهه .. 
افتكر كلامك ده كويس اوي عشان الطفلة دي هتجننك يا بدر ومش أيسل اللي تخسر !
فنطقت هي بحروف ملجلجة
ابعد يا بدر ! 
مش انا اللي تجنني واحدة زيك مش انا اللي أنبهر ويجنني شعرك الأحمر اللي يشد كل اللي يشوفه او عنيكي اللي واخده نفس لون القهوة! 
ثم اقترب منها اكثر ليردد عند أذنها بصوت خشن
انتي بالنسبالي مجرد الهانم الصغيرة اللي فيه بينا إتفاق افهمي ده هيكون احسن لينا احنا الاتنين يا أيسل هانم!! الهانم مينفعش تختلط بالنجار اللي بيجي يشتغل عندهم ..! 
ثم ابتعد لتفتح هي الباب وتخرج بسرعة ثم اغلقته خلفها لتضع يدها على قلبها الذي ثارت دقاته وپجنون.... 
مهما كانت قوية... شرسة...
 

 

تم نسخ الرابط