رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم الكاتبه نورهان العشري
المحتويات
لهجته من العبث حين قال
_إذن لم تعودي تخشين هاديس
حاولت تجاهل ذلك الصخب بداخلها وقالت بلهجة بدت واثقة
_ لا.
أفرجت شفتاه عن بسمة خاڤتة قبل أن يتابع إضرام نيران الخجل بداخلها أكثر
_اممم أظن أن ليلة البارحة بدأت تظهر فاعليتها منذ الصباح.
عند هذا الحد لم تستطع مجاراته فهي تعلم أنها كالعصفور الذي يقف في مواجهة أسد جسور ناهيك عن ألم قدمها الذي تفاقم أكثر لذا همست بحنق وهي تدير رأسها إلى الاتجاه الآخر
سطعت بسمته تلك المرة أقوى وهو يشاهد حنقها الذي تحاول قمعه أكثر فأردف بخشونة قاصدا إسهاب توترها
_أملك الكثير من الخصال التي قد تثيرك أكثر من الاستفزاز.
لم تفلح في الرد عليه فقد دق باب الغرفة معلنا قدوم الطبيب الذي فحصها وأخبرهم بأنها لوت كاحلها بطريقة سيئة وقد يستغرق الأمر أسبوعا قبل أن تستطيع الحركة بسلاسة مرة أخرى وقام بوصف بعض العقاقير التي تساعد في شفائه ومن بينهم مرهما شدد أن يدلك به كاحلها يوميا قبل النوم.
_ لا تقلق أيها الطبيب سأتأكد بنفسي من أن يحدث ذلك.
أنهى جملته ثم شكر الطبيب وقام بإيصاله إلى الأسفل ليتركها حانقة على كل ما يحدث معها وخاصة مشاعرها اللعېنة بقربه ولكنه لم يمهلها أكثر من عشر دقائق فقد عاود أدراجه إليها وهو يقول بفظاظة
_الخادمة ستحضر لك طعام
اغتاظت من لهجته الآمرة ومن هذا العبث والمكر اللذان يزينان نظراته فتعاظم الڠضب بداخلها وتجلى بنبرتها حين قالت
_فقدت شهيتي لا أريد تناول الطعام.
فوجئت حين اقترب منها ليتربع في مواجهتها على السرير وهو يقول بلهجة عابثة
_إذن سأجعلك تستعيديها مرة أخرى.
تحدثت بترقب وهي تنظر إلى عينيه اللتين أظلمتا فجأة
لم تبتسم ملامحه ولكن عينيه فعلت فتعانقت نظراتهما لثوان قبل أن تجده وثب قائما وهو يغلق أزرار بذلته قائلا بلهجة آمرة
_سأغادر إلى الشركة الآن وسأعود قبل العشاء لا داعي لأن أخبرك أن تتبعي إرشادات الطبيب.
لم تجبه فقد كانت تغلي من الڠضب الذي تعاظم أكثر وهي تجده يرفع إحدى حاجبيه احتجاجا على صمتها فهمست من بين أسنانها
_هل تتحدث بجدية الآن! هل سنعود غدا!
هكذا صاحت هناء بحنق قوبل بالجمود من ناحيته حين قال باختصار
_نعم.
اهتاجت من فرط الڠضب فلم يمض ثلاثة أيام على بقائهما هنا في هذا المدينة الساحلية الرائعة التي كانت من ضمن أحلامها التي لم تجرؤ حتى على تمني تحقيقها ولكنها تحققت معه والآن وقبل أن تستمتع بوجودها فيها يخبرها بأنهما سيعودان غدا.
_أرجوك حبيبي أخبرني أنك تمزح فلم تتح لنا الفرصة للتمتع معا بجمال المكان وأيضا ألم تعدني بقضاء شهر عسل كامل هنا
غمرت السخرية ملامحه وتجلت في نبرته حين قال
_شهرا كاملا هنا! من أين أتيت بهذا الآن أنا حتى بزواجي الأول لم أقض شهرا كاملا برفقة هدى.
ذكر اسم غريمتها كان سهما مشټعلا أضرم نيران الحقد والڠضب بأوردتها فتجمدت يديها على صدره للحظة قبل أن تتراجع باندفاع إلى الخلف وهي تقول بشراسة لم تستطع التحكم بها
_ما الذي أتى على ذكرها الآن ولم تتحدث هكذا هل زوجتك الأولى أفضل مني أم.
قاطعها بفظاظة وهو يحاول قمع فيضان ڠضبها قبل أن يتمادى ويغرقهما
_توقفي يا هناء لا يستدعي الأمر كل هذه الضجة.
هناء بانفعال
_حقا! ذكر اسم زوجتك الأولي بيننا في شهر عسلنا وبتلك الطريقة لا يستدعي!
تفاقم غضبه أكثر فهدر آمرا
_إن قلت لا يستدعى معناها هو كذلك كان الأمر في سياق الحديث فقط ثم إني لا أحب تبرير أي شيء أقوله أو أفعله فلتعلمي هذا.
تجيد لعبة الشد والجذب حتى وأن وجدت الأمور بدأت تحتدم تسلحت بضعفها الذي هو خير وسائلها معه فقامت بإخفاض رأسها مطلقة العنان لعبراتها بالهطول ثم قالت بنبرة جريحة
_حسنا سأجمع أغراضنا حتى لا نتأخر على الطائرة صباح الغد.
سر قوة المرأة في ضعفها فهو القشة التي تقسم جبروت الرجل عن طريق استفزاز غريزته في حماية الأنثى حتى من الحزن فيتقهقر غضبه أمام عبراتها سالكا كل الطرق لمراضاتها
_لا تحزني أعدك سأعوضك عن هذه الرحلة في أقرب وقت.
هكذا تحدث ويده تمتد لتمسك برسغها توقفها عن المضي وحين التفتت تفاجئ من ذلك الحزن الي تبلور في عينيها وتقاسيم وجهها الذي كوبه بين يديه يحاول أن يراضيها فرفرفت برموشها وهي تتحدث بحزن خالطه الدلال
_ لقد أحزنتني في أكثر الأوقات التي من المفترض أن أكون سعيدة بها ولن أسامحك
شاهين بخشونة
_ستفعلين.
_ لن أفعل.
عاندته بدلال فتركها وهو يتوجه إلى الطاولة بجانب السرير ليخرج منها علبة من القطيفة الزرقاء وقام بفتحها لتبرق عيناها تزامنا مع هذا البريق المطل من تلك الإسورة الماسية التي جعلتها تشهق من فرط جمالها
_
يا إلهي لا تقل أنها لي.
شاهين بسخرية
_ حسنا لن أفعل.
قالها وهو يغلق العلبة ليمازحها فقامت بانتزاع العلبة من
متابعة القراءة