رواية جاسر الجديدة المشوقة
رواية جاسر الجديدة المشوقة
المحتويات
كانت أبعد ما تكون عن الغيرة ولكنها كانت ثائرة فهو يعلم أخيه تمام المعرفة غر ساذج أهوج وسيندفع نحوها مقدما لها كل القرابين التي يمتلكها و لا يمتلكها على حد سواء وأعظم قربان قد يقدمه زواجه الذي أصبح على المحك فمن أرسل لهاتفه تلك اللقطة التي تجمع بين العاشقين لابد وأنه قد تكلف العناء وربما أقل قليلا نحو هاتف آشري يحتاج للذهاب للمنزل وصب الماء البارد فوق راسه ربما تمكن بعدها التفكيير بعقلانية لحل تلك لأزمة فالحديث الودي الناصح مع أخيه لم يكن يوما فرضية مطروحة ولكن قبل أن تتحرك خطواته نحو الباب ليغادر الشركة فاجأته درية بإقتحام مدوي بدقات كعبها الصارخ وهي تقول بإنفعال حانق
لمعت عيناه واشتدت قبضته على زر ياقته وهو يغمم لنفسه
.. إذا فهي الحړب !
الحظ يبتسم له مجددا فجميلته دعته لأول مرة في منزلها الخاص ولديه الليل بطوله ولربما استطاع إقتناص المزيد من ساعات النهار الأولى وزوجته قد سافرت صباحا ولن تعود حتى مرور أيام أو ربما أسابيع قبض على ذراعها وهي تتجه نحو الطاولة المستطيلة لتجهز له مشروبا منعشا وهو يحادثها لائما
عبست له وقالت بدلال لم تتصنعه فهو يمتزج مزجا بدمائها المتحركة
.. زياد أنت عارف أنا مشغولة أد إيه في الشركة والزفت المندوب مبهدل الدنيا
جذبها إليه وهو يقول
.. حبيبتي أنا تحت أمرك قوليلي اللي نفسك تعمليه وأنا أساعدك
ازدادت خطواتها نحوه بإقتراب مهلك وعطرها يلفح أنفاسه قائلة برجاء
هتف بها بشوق
.. طبعا في أي حاجةأنت تشاوري بس
طوقته فجأة وهي تهمس له
.. ربنا يخليك ليا
شعرت بإشتداد قبضته فوى خصرها وحركات جسده المتطلبة نحوها فتملصت منه بنعومة معنفة إياة بدلال بضحكة مٹيرة
.. زياد وبعدين معاك
نظر لها كطفل خائب منعت عنه حلواه وهو يقول بتأثر
.. اعمل إيه معاك بس
.. احنا هنقعد سوا نشرب ونلعب وبعدين ..
صمتت تاركة المجال لتخيلاته فقال بمكر وهو يتأمل هيئتها المتواضعة التي لم تكن تنبأ عن نوايا مٹيرة من ناحيتها جينز باهت فوقه تنسدل بلوزة قطنية بسيطة بلون أزرق قاتم ووشاح مزركش يحيط برقبتها وخصلات شعرها مرفوعة بمطاط صغير لا شكل له وبعدين إيه دفعت له بالشراب ليتجرعه شرابا مخلوطا بمسحوق سحرى كما اعتادت تسميته قائلة بمكر مماثل
اقترب منها وهو يصب لنفسه كأسا آخرا وهو يقول
.. لعڼة إيه
أمسكت بورق اللعب وهي تقول له بحرفية تامة
.. هنلعب بالورق واللعبة جولات واللي هيخسر جولة ...
صمتت وحدقت بعيناه وهي تعض على شفتيها فأرسلت القشعريرة بخلاياه فقال بإندفاع
.. يعمل إيه
أسبلت عيناها الفيروزية ولمست بخفه يده القابضة على كأسه وقالت بصوت دافىء
ولكم كانت لعبة رائعه بنظرة فهو يود وبشده إستتكشاف جسدها القابع تحت تلك الهيئة الفوضوية المٹيرة وضع كأسه بحماسة وهو يقول
.. وأنا جاهز
لمعت عيناها بنصر وهي تجهز الطاولة كالصياد الماهر ألقت الطعم ووقعت الطريدة بالفخ الذي نصبته لها كالعادة استغرقت بعملها على الحاسوب وتناست الوقت الذي كان يمضى سريعا خلف إنصراف جاسر هو الآخر تطلعت لعقارب الساعة شاهقة لقد تجاوزت السابعة بقليل فلملمت أوراقها وأغلقت الشاشة أمامها وارتدت حذائها المطروح أرضا إلى جوارها وسارت بخطى مسرعة نحو المصعد وعندما فتح الباب تطلعت لوجهه بدهشة بالغة فابتسم وقال
.. سحبت الأسانسير قبل ما أضغط أنا عشان أنزل.
هزت رأسها وقالت
.. خلاص اتفضل حضرتك
وشددت على كلمة حضرتك فضاقت عيناه ومد يده ليمنع انغلاق باب المصعد وقال بتوتر
.. أركبي يا درية أنا مش هاكلك
عقدت حاجبيها پغضبأيظن أنها حتى تخشاه ! مضى يتطلع لقسماتها العابسة فقال بخفة
.. جاسر مشى
ردت بإقتضا .. من ساعة
عقد حاجبيه وتوقف المصعد وفتح الباب فهمت بالخروج مسرعة إلا أنه اعترضها قائلا
.. وأنت إيه اللي مقعدك كل ده
رفعت عيناها إليه فبرغم أن طولها يتجاوز المائة وستون سنتيمترا إلا أنه كان يفوقها بكثير
وقالت بحرفية بالغة
.. كان عندي شغل
كان لازال يحملق بها عابسا وهو يقول
.. ومين اللي قاعد مع الولاد دلوقت
ردت بتهكم ضائقة ذراعا بمحاصرته له بالكلمات والنظرات الغير مفهومة
.. مافيش حد ولذلك بعد إذنك مضطرة امشي بسرعه قبل ما يحصل حاجة لا قدر الله
استبق خطواتها المسرعة وهو يقول
.. هوصلك
هكذا انصرف وهو يلق لها بهذا الأمر ببساطة وكأنما عليها الطاعة فقط لاغير ! حملقت بأثره وقد اشتاطت ڠضبا وصممت على تجاهله كان قد انصرف لسيارته الرياضية الفارهة ذات اللون الأحمر الصاخب إحدى مظاهر التغيير الغير مفهومة التي طرأت عليها فهو كان يعتنق سيارة رباعية عائلية لمدة تزيد عن الخمس سنوات وتوقفت جانبا في إنتظار لظهور مؤجل لأحدى سيارات الأجرة الشاردة والتي قلما تجود الظروف بها في مثل هذا التوقيت توقف بالسيارة أمامها محدثا عاصفة ترابية محدودة وهو يقول بنفاذ صبر
.. رقم واحد مش هتلاقى تاكس السعادي رقم اتنين لو لقتيه ٩٠ هيكون
شارب ومتنيل فاركبي أحسن يادرية وبلاش عند
عقدت حاجبيها وهي تحدق بهيئته إنه ېصرخ بها آمرا إياها بتنفيذ ما قد ألقاه على مسامعها آنفا والأدهى أنه محق فهي حقا تخاطر بإضاعة المزيد من الوقت في إنتظار اللاشيء
متابعة القراءة