رواية جاسر الجديدة المشوقة
رواية جاسر الجديدة المشوقة
المحتويات
غلطان ياسالي ياترى بطلتي تستحمليني
هزت رأسها نافية وانهمرت دموعها وقالت
.. أبدا عمري
مسح دموعها سريعا وقال بصوت أجش
.. متعطيش مبستحملش دموعك
وغمرها بأحضانه وهو يربت على كتفها ثم قبل رأسها وقال بهدوء
.. أنا هروح الشغل دلوقت لو عوزتي حاجة كلميني
وهكذا كما يقولون شمس الشتاء عزيزة كذلك شمس مشاعرة ودفئه الذي يغمرها به فما كانت سوى دقائق معدودة حظيت بها بقرية لم تثرثر لم تبح بما يعتمل بصدرها من مخاۏف فقط طمأنته أنها ستظل دوما إلى جواره واطمأنت أنه لايزال يرغب بذاك القرب
.. فيه أيه بينك وبينها
رد زاعقا
.. قولتلك مافيش حاجه
.. وبعتلها ليه الشركة
.. مالكيش دعوة بشغلي شغلي وأنا حر فيه
اتجهت لحقيبتها وأخرجت هاتفها والصورة التي لازالت تحتفظ بها
.. والصورة دي كانت شغل برضه یا زیاد
حملق في الصورة وقال مرتبكا
.. كمان باعته جواسيسك ورايا
ردت حانقة
.. أنا مبعتش حد وراك الصورة دي وصلتني من حد من مصلحته أنه يوصلهالي
.. ولأن ثقتي فيك كانت أكبر أن مدیتهاش أهمية لذلك ولآخر مرة يا زياد بسألك فيه أيه بينك وبين داليا الزهري
رفع رأسه وقال بتصميم
.. مافيش عاوزة تصدقي أنت حرة مش عاوزة برضه أنت حرة
وخرج وتركها خرج هاربا خرج لأنه بات لايقوى على المواجهة مواجهة واقع أنه خسر عمله وشركته وأمواله وعلى وشك خسران زواجه واستقراره بالكامل
.. مدام درية وصلت يا عرفة
أتاه الرد
.. أيوه يا باشمهندس وطلعت على فوق
.. تؤمر بأي حاجة ياباشمهندس
.. فكريني بإسمك تاني
قالت بصوت مبحوح
.. میار
هز رأسه بغموض ومضي في طريقه وتركها كانت لازالت تفاصيل صباحها بل مساؤها المشحون تطاردها عراك محتدم بينها وبين العميد الذي هدر بها غاضبا هتتجوزيه ورجلك فوق رقبتك واستيقظت لتجد أن والدها قد غادر تاركا لها مظروفا يحمل عشرة آلآلآف من الجنيهات أهكذا يظن يحمل لها حفنة من الأموال لتنصاع لأوامره هي ما عادت طفله كانت تدق بأصابع متوترة على لوحة مفاتيح الحاسوب تراجع قيمة أسهم الشركات المنافسة ومن حين لآخر ترتشف القهوة الساخنة التي حړقت حلقها ولكنها تابعت الشرب غير عابئة العبة عاشق والسؤال الحانق يتردد بداخلها عابثا بسلامها النفسي أيظن أنها لازالت طفلة توقف المصعد وفتح الباب وظهر بهيئته الشيطانية وسار بعنجهية مفرطة متجاهلا النظر إليها فطالعته متعجبة وهو يتجه لغرفة مكتبه التي لم يطأها من قبل واستمعت لنبرة صوته الآمرة قائلا ببرود
.. ورايا
اتسعت عيناها پغضب ماجن أهكذا أصبح هو الآخر يتحدث إليها ! وكعادتها عندما تغضب تأخذ شهيقا عميقا وتتوالى الأرقام داخلها حتى العشرون فالعشرة لم تكن يوما كافية طرقت الأرض الرخامية بحذائها المدبب وحاولت مسح ملامح الڠضب المنحوتة بدقة على وجهها مكتفية بتقطيبة جبين واضحة لم تحتاج لطرق الباب فقد كان مفتوحا على مصراعيه إلى أن دلفت منه فأغلقه ورائها بهدوء وبعثر التوتر مشاعر الڠضب داخلها فوجودهما فقط في الطابق سویا خلوة كافية فلم عساه يوصد الباب عليهما وكأنما استمع لمخاوفها فابتسم لها وقال بإستهزاء تام
.. عاملة إيه يادرية أزيك وأزي الولاد
قطبت جبينها أكثر وقالت معترضة
.. إيه الأسلوب اللي بتكلمني بيه ده
أشار لها بيده مستفهما قائلا بحدة
.. ليه ما أحنا أصلنا جايين نتسامر مش نشتغل
وكانت الحدة من نصيبها هي الأخرى
.. أفندم
اقترب منها صارخا
.. ماهو أنا لما أبعتك مأمورية وبدال ما تتفضلي وتتكرمي وتتعطفي تردي عليا حضرتك تروحی بیتکو ولا كأن فيه أي حاجة يبقى احنا جايين نتسامر ماهو أنا أصبی کنت باعتك تسلي روحك مع العضو المنتدب في شركة الزهري
اقتربت منه هي الأخرى وبرقت بعيناها بۏحشية في مواجهته قائلة
.. أنا مسمحلكش يا أسامة ولحد هنا وكفاية أنا موافقتش على التمثيلية دي عشان في الآخر اضطر اسمع سخافتك
وهمت بإنصراف ولكن أنامله كانت الأسبق فقبض على ذراعها بحزم وأدارها لتواجهه مرة أخرى فاتسعت عيناها بذهول غاضب
.. أنت اټجننت أنت أزاي تمسكني كده
تجاهل اعتراضها وقال پجنون
.. عمل إيه معاكي إمبارح
جذبت ذراعها تلك المرة بقوة وقالت بحزم
.. لما تبقى تهدي وتعرف أنت بتقول إيه يبقى نتكلم
وفتحت الباب ودفعته ورائها بقوة وعادت مرة أخرى إلى حيث مكتبها ووجهها أحمر كقرص الشمس
متابعة القراءة