رواية جاسر الجديدة المشوقة
رواية جاسر الجديدة المشوقة
المحتويات
تهمه أو تقربه وليت بإمكانها كراهيته مسحت دموعها ورفعت رأسها وعادت لتذكر نفسها أنه من تخلى عنها ولن تعيش هي الباقي من حياتها للبكاء خلف رحيله واصطدمت عيناها بتلك اللوحة الأعلانية عن مركز علاج الأسنان ذاك بوسط المدينة مرة أخرى فعقدت حاجبيها بعزم بالغ إلى متى الهرب عليها البدء بممارسة حياة فعلية بعده
.. كنت لسه جاية اتطمن عليك
فقالت هازئة
.. تشوفيني عايشة ولا مت!
تجاهلت نعمات كلمات سيدتها القاسېة كما اعتادت وقالت
.. أجيبلك الفطار هنا
وبالمقابل تجاهلت سوسن سؤالها وقالت
.. الولاد فطروا مع باباهم وراحو المدرسة
.. اه فطروا وراحو المدرسة من بدري
عقدت سوسن حاجبيها وكالساحر عندما يتلاعب بأوراقه تلاعبت بكلماتها من جديد
.. وجاسر نزل فطر معاهم هو والعروسه!
رفعت نعمات عيناها وقالت بنبرة غاضبة
.. البيه مبتش هنا إمبارح لا هوا ولا العروسة
ولم تجد منه إجابة فقد حمل هاتفه وترك الشركة ليقود سيارته بسرعة بالغة لنجدة أمه
ربما تكون رياضية ذكورية بعض الشيء ولكن تلك أقاويل الرجال فالملاكمة تجري بدمائها منذ أن كانت طفلة في السادسة من عمرها تراقب حركة اللاعبين وسرعتهم والنيل من بعضهم بلكمات قاضية كما علمها والدها والمفضل لديها على الإطلاق محمد علي كلاي ذلك الأسطورة الذي حصد بطولات وألقاب عظيمة واليوم تمارس تلك الرياضة بإنتظام فهي أولا وأخيرا شغف لا يضاهيه شغف كما أنها تمد ساعديها بالقوة التي تلزمها لإجراء العمليات الجراحية الطويلة الصعبة قطع صوت الهاتف تدربيها المنتظم الصارم منذ ساعة أو أكثر فرحبت به وهي ترتشف الماء لتروي عطشها وترد قائلة بأنفاس متقطعة
أتاها صوته مستنجدا
.. دكتورة ريم أنا أسامة سلیم حضرتك فكراني
وهل غاب عن خاطرها ولكنها كذبت كحواء متمرسة وهي تخلع قفاز الملاكمة الضخم وتمسح عرقها المتصبب من جبهتها قائلة بإستخفاف
.. همم مش أوي لكن عاوز إيه ده الأهم
رد أسامة قائلا
.. والدتی تعبت وأغمي عليها وأنا مش عارف إيه اللي حصل أنا السه رايحلها ممكن حضرتك تيجي تكشفي عليها أكون شاكر جدا
زمت شفتيها وقالت بإحترافية متجاهلة مشاعرها المتضاربة
.. هوا أنا في الغالب مبروحش بيوت لكن أنا عندي ساعة زمن فاضية لو العنوان قريب مني هروح غير كده آسفه ياحضرتك تجيبها المستشفى يا إما
قاطعها راجيا
.. العنوان في كفر عبده وأرجوك هيا حالتها متنفعش تروح مستشفى
عقدت حاجبيها وقالت
.. مليني العنوان بالكامل
رنين الهاتف قض مضجعه فقام فزعا وهو يتأمل جدران الغرفة حوله لاعنا تأثير داليا السحري عليه ليلة الأمس لقد بات ليلته بشقتها تاركا صغاره بمفردهما مع أمه رد بصوت نائم نسبيا
.. آلو
فقال أسامة غاضبا
.. ممكن أعرف أنت فين دلوقت!
فرد كاذبا فهو يخجل من التصريح بأنه قد بات ليلته بشقة زوجته
.. أنا في البيت خير في حاجة عندك في الشغل
فقال أسامة ساخرا حانقا
.. ولما أنت في البيت نعمات بتتصل بيا ليه عموما ماما تعبانه وأغمي عليها وأنا رايحلها وكلمت دكتورة ياريت تسيب ست الحسن والجمال وتفضيلنا نفسك ساعة دي أمك برضه
أغلق الهاتف
وألقاه جانبا وقام ليغتسل مسرعا فاصطدم بداليا وهي تقول له بحبور
.. صباح الخير يابيبي مالك مكشر كده ليه!
دفعها جانبا وهو يدلف لداخل الحمام قائلا بخشونة
.. ماما تعبانة أوي وأنا لازم أنزل بسرعة
عقدت داليا حاجبيها وخرجت وهي تهمس حانقة
.. الحرباية كل ده عشان مبتش هناك إمبارح صبرك عليا یا سوسن
وقفت أمام باب المركز مترددة في الدخول داخلها يضج ببدايات حديث والخلاصة لا شيء فهي فعليا
متابعة القراءة