رواية جديدة بقلم اسراء عبد اللطيف

رواية جديدة بقلم اسراء عبد اللطيف

موقع أيام نيوز

لازم أكلمك فيه ... !
_ أوكي يا كريم أستناك بعد ساعه في الكافيه اللي بنتقابل فيه تما....
قطع حديث بسمه دخول راويه المفاجئ مما جعل بسمه تنهي المكالمه فورا 
_ بترغي مع مين يا زفته كل ده ..
نفخت بسمه في ضيق قائله 
_ قولتلك ألف مره يا ماما تخبطي قبل ما تدخلي ... !
جلست راويه علي الفراش و لوت فمها في أنزعاج قائله 
_ أتنيلي ... المهم تعالي أترزعي جنبي هنا عايزكي في موضوع مهم أوي .. !
نفخت بسمه في ضيق و ألقت الهاتف علي الفراش و جلست بجانب و الدتها قائله 
_ نعم عايزه أيه ... !
_ عمر ابن خالك متقدملك ... و عايز يخطبك قبل مايسافر ها أيه رأيك ..!
ضحكت بسمه بسخريه قائله بسخط 
_ عمر مين ده اللي أبصله ... عمر ده أخره واحده زي مريم أهي بتحبه .. !
_ نعم يااختي .. هتسيبي الواد للعقربه أختي و بنتها المسهوكه بقولك أيه يا زفته ... الواد شاطر

و مهندس و هيسافر يشتغل و يبقي معاه فلوس كتير و لا إنتي وش فقر زي أبوكي ...!
وقفت بسمه متجها ناحية الخزانه قائله 
_ فكك مني يا ماما ... و يلا أطلعي علشان هغير ...
وقفت راويه و وضعت كف علي كف قائله 
_ رايحه فين يابت .. !
ألتفت بسمه إليها قائله 
_ رايحه درس يا رورو ... و يلا بقي طرأينا ... !
في منزل عمر 
_ يعني أيه يا عمر ... ! 
قالها مجدي و هو ينظر إلي إبنه بجديه .
تنهد عمر بهدوء قائلا 
_ زي ما حضرتك سمعت يا بابا ... أنا فاتحت عمتي راويه في موضوعي أنا و بسمه ..
ثم وقف عمر و سار ليجلس بجانب و الده قائلا 
_ بابا .. أنا لو أتجوزت مريم زي ما حضرتك ما عايز يبقي هظلمها معايا لأني مش بحبها و عمر ما فلوسها هتكون حل بينا ... أنا بحب بسمه و مش هتخلي عنها و إن شاء الله ربنا هيكرمني وأسعدها .. !
_ ربنا يسعدك يابني ... !
في منزل مريم 
ظلت مريم جالسه علي الفراش تفكر فيما حلمت به منذ البارحه و لم تنم ...!
تنهدت مريم في هدوء محدثه نفسها 
_ ياااه ... هو ممكن يكون في حلم كده ده أنا زي ما أكون عشته بالظبط ... و لا حسيت كأني عشت السنين دي بجد ... بس الحمد لله جالي في وقته ..
ثم سمعت رنين هاتفها فضغطت علي زر الإيجاب قائله 
_ الو أيوه يا خالتو رباب ...
_ بقي كده يا مريم ... أفضل مستنياكي و ماتجيش .. !
_ معلش يا خالتو .. نمت ..
_ طيب يا حبيبتي ... عمر كان عندكوا أمبارح صح .. و قال قدامكوا إنه يعني ...
_ اه يا خالتو ... هيسافر يلا ربنا يوفقه ... و يسعده ..
_ إنتي مش زعلانه إنه هيمشي ... !
_ لأ ... أنا قررت ابدأ صفحه جديده من غير عمر ... بلاش نكذب علي بعض .... أحنا عارفين إن معاملة عمر مع بسمه غيرنا كلنا ... ! 
_ يعني أيه ...!
_ يعني ربنا يكرمه و يحققله اللي بيتمناه بعيد عني ... 
_ طيب يا حبيبتي ربنا يسعدك و يرزقك بابن الحلال اللي يحبك و يصونك .. مع السلامه ..! 
_ سلام ..
أنهت مريم المكالمه مع خالتها و وقفت من علي الفراش و أتجهت إلي خارج الغرفه ما إن رأتها رانيا التي كانت تجلس بالصاله حتي خبأت الأوراق التي كانت بحوزتها .
رأت مريم الأوراق فأنقبض قلبها و أقتربت لتجلس بجانب و الدتها ثم قالت بتوتر 
_ ماما .. آآآ ..أيه الورق اللي كان معاكي ده ..!
ثم تابعت پبكاء 
_ ماما .. إنتي مخبيه عني أيه ..إنتي تعبانه .. و هتومتي و تسبيني .. لأ أوعي يا ماما .. !
رفعت رانيا أحد حاجبيها قائله 
_ إنتي بتجيبي الكلام ده منين .. أتهبلتي يا مريم ... أنا زي الفل يا حبيبتي .. !
نظرت إليها مريم بدموع قائله 
_ طيب طلعي الورق اللي كان معاكي دلوقت كده ..!
_حاضر ..
أعطت رانيا الأواق إلي مريم ..
أمسكت مريم الأوراق و تفحصت بها ثم رفعت وجهها ناحية و الدتها قائله بتساؤل 
_ دي عقود ..!!
أحتضنت راويه ابنتها قائله 
_ اه .. عمك الواطي عايز يشتري مننا الأرض .. و أنا رافضه فسابلي شوية عقود أقراهم يعني علشان يفهمني إني لو بعتله الأرض كده هكسب ... !
قائله بفرح 
_ ربنا يخليكي ليا ..!
في أحد الكافيهات علي النيل 
جلست بسمه في مواجهة كريم قائله 
_ خير يا كريم عايزني في أيه .... !
تنهد كريم في هدوء قائلا 
_ بسمه أحنا مش هينفع نكمل مع بعض .. !
عقدت بسمه حاجبيها قائله بعدم فهم 
_ يعني أيه .. يعني أيه يا كريم ... ده أنا بحبك .. و أنت كمان بتحبني ..!
فرك كريم كلتا يديه معا ثم رفع وجهه ناحية بسمه قائلا بهدوء 
_ بسمه .. أنا مش هكذب عليكي ... إنتي عارفه مريم بنت خالتك مش طيقاني ليه ... لأني حاولت أكلمها كتير قبل ما أوصلك و كل مره كانت بتصدني ... فقولتلها إني أقدر أوصل لأي حد ... و بصراحه ... آآ ..إنتي كنتي وسيلة علشان أوصلها ... و للأسف برضو ما وصلتش ..!
بسمه أنا ... أنا بعشق مريم بجد ... !
أنهمكت بسمه في البكاء قائله پحقد من بين دموعها 
_ عاجبك فيها أيه يا كريم ... دي دي شوفت شكلها أزاي و طريقة لبسها ... مريم مش للدرجه دي علشان تحبها كده ... لكن بص .. بص أنا أزاي يا كريم .. كله ھيموت عليا و أنا بحبك أنت ... !
أبتسم

كريم في سخريه قائلا 
_ الشكل مش كل حاجه يا بسمه ... ياما ناس كتير حلوه و جوه قلوبها أسود .... أيه الحقد اللي جواكي ده كله لمريم ... عارفه مريم لما عرفت إني بلف عليكي قالتلي أيه ... !
قالتلي أوعي ټنتقم مني في بسمه ... قالت إنها بحبك أوي ... شوفتها كتير و هي بتحذرك مني لأنها بتحبك بجد ....عايزه تعرفي أنا بحب مريم ليه .. !
بحب برائتها طيبتها .. إنسانه خجوله لا بتعرف تلف و لا تدور ... نضيفه أوي من جوه ... مش مليانه حقد زيك ... أنا عرفت بنات كتير ... و كتير أوي كمان و إنتي منهم ... بس عمري ما حبيت واحده فيكوا غير مريم .... و عمري ما أتمني غيرها تكون مراتي ... !
وضعت بسمه يدها علي فمها قائله بدموع 
_ ليه ... ليه يا كريم .. !
وضع كريم كلتا يديه علي الطاوله و شبك أصابعه معا قائلا 
_ البنات عامله زي الكتاب المعروض في المكتبه ممكن تلاقي كتاب مزوق و مليان ألوان تجذب .... بس لما تشتريه تلاقيه من جواه تافه و ملوش لزمه و مفيش مضمون يستحق القرايه مليان كتابه علي الفاضي و مفيهوش أي عبره .... و هتلاقي كتاب قديم .. عتيق زي ما بيقولوا .. مش مهم شكله لانه ممكن يكون مليان تراب .. بس لما تفتحي و تقري جواه صدقيني هتحسي إنك أستافدتي كتير هتحسي بمضمون الكتاب بجد ... و إن الكلام اللي جواه ده من دهب ... بس للأسف معظم الشباب دلوقتي بيختاروا الكتاب اللي شكله جديد و ملون ...
ثم وقف كريم و وضع حساب المشروبات علي الطاوله قائلا قبل أن يرحل 
_ لكن أنا يا بسمه ... قررت أخد الكتاب القديم .. و فكرت في مضمونه .. مش شكله ... !
بعد أن رحل كريم ذفنت بسمه وجهها بين كفيها قائله بدموع 
_ ليه .. ليه كده يا كريم ... ماشي يا مريم ..عرفتي أزاي تاخدي مني كريم .و أنا هعرف أزاي أخد حقي .... !
في منزل بسمه 
دخلت بسمه شقتها و وقفت بالصاله أمام أمها و أبيها ..
ذهل كل من عبد الله و راويه من هيئة أبنتهم الشاحبه ..! 
ضړبت راويه بيدها علي صدرها قائله بقلق 
_ مال شكلك كده يابت ... أيه اللي حصل ... !
أبتلعت بسمه ريقها بصعوبه ثم أغمضت عيناها و تنهدت طويلا ثم فتحت عيناها ببطء و حاولت أن تبدو متماسكه قائله بهدوء 
_ أنا موافقه أتجوز عمر ........... !
بعد مرور ست سنوات ...
بجامعة القاهره 
عقدت مريم حاجبيها و هي تنظر للذي يقف أمامها قائله بأستغراب 
_ كريم ... إنت بتعمل أيه هنا ... !
أبتسم كريم قائلا 
_ لو تسمحيلي يا مريم نتكلم شويه ... !
_ أوكي .. !
جلس كلا من كريم و مريم بكافيتريا الجامعه 
سعل كريم بهدوء ثم تنحنح قائلا 
_ أزيك يا مريم عامله أيه ... !
_ الحمد لله و إنت يا كريم ..!
_ تمام ... مريم أنا مش هطول عليكي ..
_ أتفضل و أنا سمعاك .. !
_ طبعا إنت مستغربه أزاي تشوفيني تاني بعد خمس سنين ... أنا هحكيلك علي كل حاجه تسمعيني ... !
أبتسمت مريم قائله بإيجاز 
_ أسمع ..!
تنهد كريم في هدوء و نظر إلي مريمه قائلا 
_ بعد ما خلصنا ثانويه عامه والدي أصر إني أدرس أدارة أعمال بره مصر و سافرت و درست و أتخرجت و مسكت شركات والدي ... و أهو رجعت .. رجعت أدور عليكي ... فرحت جدا لما عرفت إنك ډخلتي صيدله .. !
_ طيب و بتدور عليا ليه ... !
_ مريم إنتي عارفه كويس إني بحبك ... و والله طول السنين دي بفكر فيكي و مستني اللحظه اللي هقابلك فيها ..أنا لسه واصل أمبارح من بره ... و .......
أبتسمت مريم مقاطعه 
_ أنا عارفه ده كله و الله يا كريم ... و كويس كمان ... بس بسمه و ....
_ بسمه و أيه ما تكلمي .....أنا سبت بسمه من أيام ثانوي و معرفش أي أخبار عنها ... !
ضحكت مريم بشده و وضعت يدها علي فمها قائله 
_ سوري .. ههههه .. أصل الحلم لسه مأثر عليا ..... !
عقد كريم حاجبيه قائلا بتساؤل 
_ حلم ... حلم أيه ده ... !!
_ .. هههههه .. أبقي أحكيلك عنه بعدين ...
_ طيب ... بس قوليلي هي بسمه أخبارها أيه .. طالما جبنا سيرتها ...!
أستندك مريم بظهرها علي خلفية المقعد قائله بهدوء 
_ أتجوزت هي و عمر من حوالي أربع سنين و عمر بيحبها أوي ... بس .. طلع عندها شوية مشاكل بخصوص موضوع الحمل و أهو بتتعالج .. و ربنا يرزقها هي و عمر ..!
أبتسم
كريم قائلا 
_ ياااارب ...مريم إنتي مش عايزه تعرفي أنا جايلك
تم نسخ الرابط