رواية ملاك الاسد شيقة بقلم الكاتبه اسراء الزغبي

رواية ملاك الاسد شيقة بقلم الكاتبه اسراء الزغبي

موقع أيام نيوز

 


يحتاج أحد يطمئنه ... يحتاج من يخبره أنها تعشقه ... يحتاج من يعده أنها لن تتركه
رد على الهاتف مستمعا إلى كلمات مازن المعاتبة
مازن بعتاب شكرا أوى يا صاحبى وأخويا ... الواضح إنى لازم أفتح التلفزيون عشان أعرف أخبارك ... المهم الصغيرة عاملة إيه
حاول ... ويعلم الله كم حاول بشدة أن يتماسك ... ولكن كل شيء رحل بمجرد ذكرها

اڼفجر فى البكاء الشديد وقد عادت نظرتها لعقله ... وكأنها فارقته !
يبكى بشدة وقد ارتفعت أصوات تنفسه المصاحبة للشهقات العڼيفة
لحسن حظه عدم وجود أحد حوله ..... لحسن حظه أنه بمنطقة شبه فارغة وإلا لكان الوضع أسوأ وأسوأ .... يكفيه أن يشاهد أحد آخر ضعفه غير ملاكه
سقط على ركبتيه وهو جالس فى منتصف الطريق وشهقاته تعلو وتعلو
أسد بۏجع شديد وينظر للسماء ياااارب
مازن بقلق أسد ... أسد فى إيه مالك اهدى كده وقولى فى إيه
أسد ببحة وصوت متقطع قو...لى إنها مش ... مش هتسيبنى أرجو....ك
أدرك أنه فى حالة لا وعى فقرر مجاراته حتى يفق
مازن اهدى اهدى بإذن الله مش هتسيبك بس حصل إيه
هدأ قليلا يخبره بكل ما حدث
مازن برزانة بص يا أسد .... إنت بتحبها بس بطريقة غلط .... يعنى حبك ليها مليان عقبات كتير لازم تتخلص منها ..... ومن أهم العقبات دى هى أنانيتك .... لازم تفكر فيها دايما يا أسد .... لازم تراعى مشاعرها وأنا متأكد إنها مكنتش فى وعيها وهى بتقولك كدة وكلنا عارفين إن أقل حاجة بتدمرها فلازم نعذرها ...... وبعدين أنا شايف إن ده الصح
أسد بأمل يعنى هى بتعشقنى صح
مازن أكيد صح
ابتسم بهيمان يفكر بمعشوقته الصغيرة وقد تناسى من على الهاتف
مازن لا أبوس إيديك ركز معايا ... أنا مش بسافر أشتغل عشان أصرف على مكالماتك ... عايزين نفرح إحنا كمان
ضحك أسد بخفوت عليه قائلا پاختناق من البكاء يابنى ماقولتلك خليك هنا وأنا هساعدك فى أى حاجة
مازن بتنهيدة بصراحة حاسس إنى مرتاح برة .... كل مكان فى مصر بيفكرنى بحاجة وحشة عملتها زمان فى حياتى .... وغير كدة شغلى برة أحسن من هنا ... واحتمال بعد ما ياسمين تولد أسفرها هى والولاد بره .... ومين عارف يمكن أرجع هنا تانى
أسد بهدوء اللى يريحك يا مازن بس خليك فاكر إنى جنبك دايما
مازن بابتسامة عارف يا صا ... إيه ده اقفل اقفل ياسمينتى بتتصل
أغلق دون انتظار إجابة حتى
نظر أسد للهاتف بذهول آه يابن الجزمة بتبيعنى
سرعان ما ابتسم مرة أخرى وهو يتذكر ملاكه
يعلم أنها تعشقه ... يعلم أنها ليست بوعيها ... يعلم أنها ضعيفة أقل شيء يؤثر عليها
لا يستطيع ... لن يتحملها هكذا .... أنانى .... ويعلم ذلك ... لا يفكر سوى بنفسه ... لا يفكر سوى باحتياجاته ... ولكن أليست احتياجاته هى احتياجاتها .... أليس البعد يقتلهما معا
سوف يضع حد لرغباته ... سينتظرها لسنوات أخرى لو أرادت ... يكفى أنانية ... سيكون بجانبها دائما ... حتى لو فى غرفة أخرى سيظل روحه معها تساندها لتتخطى ما هى فيه
وأخيرا وجدت الابتسامة طريقها لوجهه
نهض من مكانه واتجه مرة أخرى للقصر بأفكار جديدة وأمل جديد
_____________________
شهر ... مر شهر كامل
ذلك العاشق أصبح مچنون بمعنى الكلمة ... كلما حاول التحدث معها لا تنظر له حتى ... تجرحه بتصرفاتها ... يعطيها العذر ولكن قلبه مشتاق
يذهب كل ليلة إليها ... يجدها نائمة فيحتضنها ويطلق العنان لدموعه ... يخبرها مدى شوقه وعڈابه منها .... يرجوها أن تعود كما كانت .... يخبرها كل ما يحدث فى يومه ويرد على أسئلتها دون أن تتفوه بكلمة ... يحفظها ويعلم كيف تفكر وماذا تريد ... حتى وهى نائمة ... ويتركها قبل أن تستيقظ
أما تلك الملاك فقد ذبلت بشدة .... لا تتحدث ولا تأكل إلا للضرورة .... لا تعلم مابها .... تشعر أنها تريد المۏت .... تشعر أنها غير مرغوب بها .... وما زاد الطين بله هى غريمتها ..... جنى ..... التى تتسلل وټسمم أفكارها بكونها عالة على الجميع حتى أنها فكرت أكثر من مرة فى إيذاء نفسها ... ولكن حارسها ... أسدها .... يحميها دائما .... تشعر به ليلا ولا تتحدث .... تستمع لكل كلمة ولا تجيب .... لا تعلم لماذا ولكن تشعر أنها لا تريد شيء .... تخاف أن يتركها هو ..... لذلك اختارت أن تبتعد هى
_____________________
فى غرفة جنى
جنى بعصبية فى الهاتف وأنا مالى ..... أنا مش عارفة أقعد معاه دقيقتين حتى على بعض
شريف پغضب بت إنتى يا انهاردة يا كل واحد يشتغل لوحده
زفرت بحدة فقد حاولت كثيرا أن تنفذ خطتهما ولكن ذلك الأسد لا يجلس معها أبدا فكيف تفعلها
جنى محاولة الهدوء خلاص متقلقش كده كده هو تقريبا متدمر ودا هيساعدنا
شريف
باصرار انهاردة يا جنى .... انهاردة كله يتم
جنى تمام ماشى بس انت هتخرج امتى
شريف بتنهيدة بحاول بس الواضح إنهم موصيين عليا أوى هنا .... لكن على مين
جنى خلاص ماشى سلام دلوقتى
أغلقت الهاتف وهى تفكر كيف تبدأ خطتها حتى ابتسمت بشړ وقد توصلت لها
_____________________
فى غرفة ترنيم
سمعت صوت الطرق فارتدت حجابها واتجهت للباب
تفاجئت بأسد شعره مبعثر وثيابه غير مهندمة فقد اعتاد دوما أن تختار معشوقته ما يرتديه وأن تمشط شعره كما يفعل معها دائما
ترنيم پصدمة أسد .... خير فى إيه
أسد بخفوت ممكن نتكلم
ترنيم باستغراب أيوة طبعا اتفضل
أسد لا مينفعش خلينا هنا على الباب
أومئت له بهدوء منتظرة أن يتحدث
تنفس ببطئ لمدة طويلة محاولت تمالك نفسه .... يشعر أنه أصبح غير متزن تلك الأيام .... يتخيل الكثير من الأشياء بسبب نومه القليل وقلة طعامه هو الآخر
أسد أنا محتاج مساعدتك .... عايزك تتكلمى مع ملاك وتحاولى تفهمى حالتها لإنها رافضة الكلام معايا
ترنيم بابتسامة متشيلش هم بإذن الله هحاول تانى أتكلم معاها انهاردة
أسد بارتياح شكرا يا ترنيم ... عن إذنك
ترنيم العفو
اتجه للشركة لأول مرة منذ تعب ملاكه عله يشغل جسده عنها ولكن كيف يشغل عقله وقلبه !
_____________________
فى إحدى الدول الأوربية حيث يجلس مازن بحجرة مكتبه فيرتفع رنين الهاتف سرعان ما أجاب وهو يرى اسم ياسمينته
مازن بعشق ولهفة حياتى وحشتي ... مالك بتعيطى ليه !
ياسمين پبكاء إنت بتهزر يا مازن بقالك شهور برة ومش عارفة أشوفك أبدا
مازن باعتذار أنا آسف يا حبيبتى والله بس دا عشانك إنتى وولادنا .... وبعدين يا ستى استحملى شهر كمان ووعد هنزل مصر لغاية ما تولدى وساعتها يا تيجى إنتى والولاد ونعيش هنا يا إما هصفى كل حاجة وأستقر فى مصر
ياسمين بضحكة سلبت لبه للمرة التى لا يعرف عددها بجد يا مازن
مازن بعشق بجد يا روح مازن .... أمال فين معاذ ومليكة مش سامع صوتهم يعنى
ياسمين بيلعبوا كورة برة
مازن وأخبار البيبى إيه
ياسمين بسخرية وڠضب بيلعب كورة جوة
اڼفجر ضاحكا على حنق معشوقته ... فذلك المشاكس يتعبها أكثر ممن سبقوه
مازن بضحك ههههه لا بقولك إيه انشفى كده دا لسة فى أضعافهم
ياسمين بردح نععم يا عممر ... أضعاف مين ياخويا
نظر للهاتف پصدمة
مازن بذهول مين معايا إنتى بتقعدى مع مين
 

 

تم نسخ الرابط